نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمر
و به توفیقی
ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
وما يتصل بذلك
كانت أكثر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة من الهجرة ؛ ولذلك سميت سنة الوفود . وذلك أن العرب إنما كانوا ينتظرون
فتح مكة وإسلام هذا الحى من قريش ؛ فلما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة - شرفها الله تعالى - وأسلم من أسلم من قريش، وقدت عند ذلك وفادات العرب من كل قبيلة وجهة، ودخلوا في دين الله أفواجا، كما قال الله تعالى : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) .
وقد رأينا إيراد ذلك على نحو ما أورده أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع في طبقاته الكبرى ، ونذكر ما أورده ابن سعد ممن ذكرهم أبو محمد عبد الملك ابن هشام رحمه الله إلا أنا تبدأ من ذلك بذكر من وقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل هجرته إلى المدينة، ثم نذكر من وقد عليه صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة وقبل فتح مكة ، نقدّمهم على حسب السابقة ، ثم نذكر من عدا هؤلاء من الوفود الذين وقدوا في سنة تسع وما بعدها ؛ نرتبهم على ما رتبهم محمد ابن سعد في طبقاته في التقديم والتأخير ، ونستثنى منهم من تقدم ذكره ؛ فنقول وبالله التوفيق :
۱۱۸-۱۱
۱۰
١٥