نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمن الرحيم
و به توفیقی
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبــــه وسـلم .
الفن الخامس في التاريخ
ويشتمل على خمسة أقسام
قال الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ في مساكنهم إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ) ؛ وقال تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّة وآثارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ؛ إلى غير ذلك من الآى .
.
والتاريخ مما يحتاج إليه الملك والوزير، والقائد والأمير ، والكاتب والمشير والغنى والفقير ؛ والبادي والحاضر، والمقيم والمسافر .
فالملك يعتبر بما مضى من الدول ومن سلف من الأمم، والوزير يقتدى بأفعال من تقدمه ممن حاز فضيلتى السيف والقلم ؛ وقائد الجيش يطلع منه على مكايد الحرب، ومواقف الطعن والضرب ؛ والمشير يتدبر الرأى فلا يُصدره إلا عن روية
(1)
ويتأمل الأمر فكأنه أعطى درجة المعية وحاز فضيلة الألمعيه ؛ والكاتب يستشهد به
(۲)
في رسائله وكتبه، ويتوسع به إذا ضاق عليه المجال في سربه ، والغنى" يحمد الله تعالى
(۱) الألمعية : توقد الذكاء .
(۲) مريه ، أي طريقه في الكتابة .
(11-1)