نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمن الرحيم
و به توفیقی
ذكر أخبار إسحاق بن إبراهيم
هو أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وقد تقدم نسبه في أخبار أبيه . وكان الرشيد يولّع به فيكنيه أبا صفوان . قال أبو الفرج الأصفهاني في ترجمة إسحاق : وموضعه من العلم، ومكانه من الأدب، ومحله من الرواية ، وتقدمه في الشعر،
(1)
ومنزلته في سائر المحاسن أشهر من أن يُدلّ عليها بوصف . قال : فأما الغناء فكان أصغر علومه وأدنى ما يوسم به وإن كان الغالب عليه وعلى ما كان يحسنه ، فإنه كان له في سائر أدواته نظراء وأكفاء ولم يكن له في هذا نظير . لحق بمن مضى فيه وسبق من قد يق، وسهل طريق الغناء وأنارها، فهو إمام أهل صناعته جميعا وقدوتهم ورأسهم ومعلمهم؛ يعرف ذلك منه الخاص والعام ، ويشهد له به الموافق والمفارق . على أنه كان أكره الناس للغناء وأشدهم بغضا له لئلا يدعى اليه
(۲)
ويسمّى به . وكان المأمون يقول : لولا ما سبق على ألسنة الناس وشهر به
عندهم من الغناء لوليته القضاء بحضرتى ، فإنه أولى به وأعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من هؤلاء القضاة . وقد روى الحديث ولقي أهله مثل مالك بن أنس وسفيان بن عيينة [وهشيم بن بشير ] وإبراهيم بن سعد وأبى معاوية الضرير وروح
(۳)
(1) كذا فى الأغانى . وفى الأصل : «المجالس» . (۲) كذا فى الأغانى . وفى الأصل : لولا ما سبق إسحاق على ألسنة الناس وشهرته ... الخ » .
(۳) زيادة عن الأغانى .
? (0-1)
۱۰
.
10