نهاية الإرب في فنون الأدب - النويري - ط دار الكتب 01-31

شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله الرحمن الرحيم
اللهم صل أفضل صلاة على أفضل خلقك سيدنا محمد وآله وسلم .
الباب الثالث
من القسم الثالث من الفن الثاني
في المجون والنوادر والفكاهات والملح )
وهذا الباب مما تنجذب النفوس اليه، وتشتمل الخواطر عليه ؛ فإن فيه راحةً للنفوس إذا تعبت وكلَّتْ ، ونشاطًا للخواطر إذا سئمت وملت؛ لأن النفوس لا تستطيع ملازمة الأعمال ، بل ترتاح إلى تنقل الأحوال . فإذا عاهدتها بالنوادر في بعض الأحيان، ولا طفتها بالفكاهات فى أحد الأزمان، عادت إلى العمل الجد بنشطة جديدة، وراحة في طلب العلوم مديدة .
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « روحوا القلوب ساعة
بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت عمیت » .
ع (1)
وقال على بن أبي طالب رضى الله عنه : أحموا هذه القلوب والتمسوا لها طرق
الحكمة ، فإنها تمل كما تمل الأبدان، والنفس مؤثرة للهوى، آخذة بالهويني، جانحة إلى
(1) أى أريحوها من تعبيها .
(2-1)