الكوكب الدري على جامع الترمذي

رشيد أحمد الكنكوهي - محمد يحي بن محمد إسماعيل الكاندهلوي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
بقلم : فضيلة الشيخ أبي الحسن على الحسني الندوي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، و خاتم النبيين ، و سيد الأولين والآخرين محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و أصحابه الغر
الميامين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ! فان علم الحديث الحديث - بجميع فروعه و أقسامه و ما يتصل به اتصالا قريباً أو بعيداً - من العلوم التي نضجت و احترقت كما قال بعض حذاق العلماء و المؤرخين ، وصيارفة العلوم والفنون ، و لم يدع المشتغلون بهذه الصناعة في القوس منزعاً ، و هبت على الصحاح الستة التى عليها الاعتماد في صناعة الحديث ، نفحة من نفحات الخلود والقبول ، اللذين خص الله بهما نيه المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم ، و أعلن عن ذلك بقوله : « و رفعنا لك ذكرك لاختصاص هذه الكتب بأخباره و أقواله ، و أحواله وآثاره ، و لشدة إخلاص جامعيها في عملهم ، وجهادهم الأكبر في ذلك، وعلو همتهم ودقة نظرهم ، و إيثارهم هذا المقصد الأسنى على كل ما يعز ويلذ ، و يشغل و يستهوي ، و تجردهم له تجرداً يندر نظيره في تاريخ العلوم و الفنون ، و فى تاريخ المنقطعين و المتجردين ، من العلماء ، والمتبتلين المجاهدين
والزاهدين
و سرى نور هذا العمل الخالص ، و الحياة المباركة التي يدور حولها ، وينبع عنها هذا العلم الشريف، و هذه المكتبة الفذة، فأشرقت الأرض بنور ربها ، وأضاء كل جانب من جوانب هذه المكتبة ، و تناول أئمة كل عصر ، و نوابغ كل بلد كل