التبيان في إعراب القرآن - العكبري - ط الحلبي

عبد الله بن الحسين العكبري أبو البقاء

Text

PDF

م الد الحمر الرحمن
و به عونى وثقتى (۱)
قال الشيخ الإمام العالم محب الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله المكترى رحمه الله تعالى ، ورحم أسلافه بمحمد وآله وأصحابه وأنصاره ](٢) .
.
الحمد لله الذي وفقنا لحفظ كتابه ، ووقفنا على الجليل من حكمه وأحكامه وآدابه ، وألهمنا تدير معانيه ووجوه إعرابه ، وعرفنا تفتن أساليبه ؛ من حقيقته ومجازه ، وإيجازه وإسهابه ؛ أحمده على الاعتصام بأمتن أسبابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مؤمن بيوم حسابه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبرز في لسنه (۳) وفصل خطابه، ناظم حبل الحق بعد انقضابه ، وجامع شمل الدين بعد انشعابه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، ما استطار برق في أرجاء سَحابه ، واضطرب بحر باذية (٤) وعُبابه أما بعد : فإن أولى ما عُنى باغي العلم بمراعاته ، وأحق ما صرف العناية إلى معاناته ، ما كان من العلوم أصلا لغيره منها ، وحاكما عليها ولها فيما ينشأ من الاختلاف عنها ، وذلك هو القرآن المجيد ، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِنْ خَلْفَه ، تنزيل من حكيم حميد ؛ وهو المعجز الباقى على الأبد ، والمودع أسرار المعاني التي لا تنفد ؛ وحَبْلُ الله المتين ، وحجته على الخلق أجمعين .
فأول مبدوء به من ذلك تلقف ألفاظه . عن حفاظه ، ثم تلقى معانيه ممن يعانيه ؛ وأقوم طاريق يُسلك في الوقوف على معناه ، ويتوصل به إلى تبيين أغراضه ومَنْزَاء ، معرفة إعرابه واشتقاق [۲] مقاصده من أنحاء خطابه، والنظر في وجوه القراءات المنقولة عن الأمة الأثبات .
(۱) من ا . (۲) ليس في ب ، وهذا ومثله من إضافات تلاميذ المؤلفين أو الناسخين أو غيرهم . (۲) اللسن : الفصاحة (٤) الآذى : الموج .