الربا وخراب الدنيا

حسين مؤنس

Text

PDF

بين يدى الكتاب
بسم
الله ، والحمد
الله
الرحمة المهداة

،
والصلاة والسلام على رسول الله ،
وبعد ، فإنني لست من أهل الفقه، ولا أنا من رجال الاقتصاد فإذا كنت قد سمحت لنفسى أن أتكلم في شئون المال فإنني أتكلم في حدود رجل مسلم عامل في خدمة العلم في ميدان التاريخ . فأنا أورد هنا ماتيسر لى من علم بتاريخ البشر وتاريخ المال ، وما وصل إليه علمى من آراء غير المسلمين في شئون المال والمعاملات المالية .
ومن المعروف أن تجارب المسلمين في شئون المال والمعاملات المالية قليلة جدا ، نتيجة للظروف السياسية التي خضعت لها أمم الإسلام . فلا شركات ولا مشروعات ذات رءوس أموال ضخمة ولا مساهمات أو مشاركات كما نجد في تاريخ الغرب في الجمهوريات التجارية الإيطالية وقطلونية وجنوبي فرنسا ، ابتداء من القرن الحادي عشر الميلادي ، وماتلا ذلك من نشاط تجارى ومالى ، بلغ أحجاما ضخمة في أسبانيا والبرتغال خلال القرن السادس عشر الميلادي، ثم نشاط حركات الاستكشاف وتفتح أبواب العالم الجديد أمام أهل الغرب واجتهادهم فى النهوض بفنون الملاحة وبناء السفن وما أعقب ذلك من قيام مشروعات استعمارية ثم شركات تجارية استعمارية في انجلترا وهولندا وفرنسا ، وكل ذلك دخل بالعالم في عصر جديد من المعاملات المالية التجارية ، ونتيجة لهذا تحرك الفكر