مقدمات العلوم والمناهج

أنور الجندي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الرسالة الأولى
العالم الإسلامي المعاصر
بسم الله الحمد
مدخل
كان العالم الاسلامي وحدة لا تتجزأ قبل الغزو الاستعمارى الغربي فلما تنوعت حكوماته ودولة وحدة فكر ووحدة شعور واقد من العالم الإسلامى بمرحلة ضعف وتخلف ، شأنه في
ذلك شأن كل أمة كل حضاره حين تمر بمرحلة بعد مرحلة ، قوة بعد ضعف وضعف بعد قوة ، سنة الوجود وناموس الحياة ، ولكن العالم الاسلامى لم يلبث أن استيقظ بقوتة الذاتية ، استيقظ من ا داخل أعماقه ، ويعامل أساسي قائم في كيانه ، قادر على إعطائه عامل القوة بعد الضعف ، مستمداً إياه من مقومات فكره الأساسية، ولقد كانت تلك اليقظة سابقة لما حاول الغربيون أن يدعو أنه مصدر لذلك ، سابقا الثورة الفرنسية بسنوات طويلة ومتقدما على الحملة الفرنسية أيضا، فقد انبثق من قلب الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الثامن عشر تقريبا تم هم الآفاق إلى غير ما حد ، مضت هذه اليقظة إليه وإلى كل طريق مضى فيه الاستعمار إلى فاينه فى السيطرة على العالم الإسلامي وتمزيق وحدة هذه الكتلة الجامعة التي يربطها فكر عميق المدى وشعور دقيق الأثر وكلاهما عميق الجذور يمتد إلى إلى يوم بزوغ ضوء الإسلام في القرن السابع الميلادى ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم ، لم يقع أمر في تاريخ أو يحدث حدث في حركة الإنسانية إلا وكان وثيق الاتصال بالإسلام والعالم الإسلامى، مؤثر فيه أو متأثر به ، فقد فرض الإسلام كقوة عقائدية وسياسية واجتماعية مكانه على هذا الكوكب فرضا ولذلك فقد كان ذلك الصدام بين العالم الاسلامى والاستعمار أمراً خطيراً بعيد المدى في تاريخ الانسابية وتاريخ الاسلام نفسه ، يحتاج إلى دراسة واسعة عميقة مستوعبة . ولقد كان من الضروري أن يتصدى كثير من الباحثين لهذا العمل وأن يحشد له الجهود وأمامنا دراسات كثيرة ، لعل أكثرها استيعابا وأعمقها ( حاضر العالم الاسلامي » الذي تمثل مجموعة من الدراسات الاسلامية الواسعة التي قام بها الأمير شكيب أرسلان وألقاها على هوامش كتاب «لوثروب ستوارد ، الذي ترجمه هجاج أو يهض في أوائل الثلاثينات