مقدمات العلوم والمناهج

أنور الجندي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله العمر الحية
الرسالة الأولى :
تاريخ الإسلام منذ فجر الإسلام إلى اليوم
) إطار البحث )
ظهر الإسلام بعد إنهيار الحضارة الرومانية التي أوشكت على الانحلال عام ٤٤٠م فما كادت كلمته ترن في الآفاق حتى أخذ مكان القيادة في العالم كان خلال مائة عام، فقد نشأ في الجزيرة العربية ولكنه لم يلبث بعد اثنى عشر عاما من الهجرة أن وسع نفوذه إلى العراق وفارس إلى الشام ومصر وأفريقيا حق باغ الأندلس عام ۷۱۱۰۹٣٠م تم بلغ السند و ما وراء الهند وأشرف على أوربا وأوغل في فرنسا وجنوبى إيطاليا حق أوقفه اتساع الدائرة التي امتدت من دمشق إلى بواتية عابرة هذه الألوف من الأميال في معركة بلاط الشهداء ( ٠١١٤ - ٧٤١ م ) . وقد امتدت هذه الدولة من حدود الصين إلى حدود فرنسا فى أقل من مائة عام وبلغت من السمة الضخمة فى هذا المدى القصير من عمر الزمن، الواسع في الامتداد الجغرافي على غير نحو مسبوق في الحضارات والامبراطوريات كالدولة الرومانية وغيرها . ولا شك أن القيم والمبادىء التي يحملها الإسلام تفسير هذا التوسع والتطور ، لم يكد يبدأ القرن الثاني الهجري حتى كان الغرب قد بدأ الصراع مع القوة الجديدة محاولا إيقاف مدها في مركة
بلاط الشهداء .
هذه المركة التي قادها كارل مارتل والتي هدها بعض للمؤرخين الغربيين تجميداً لنمو الإسلام واتساعه . ولقد اعترف الكثير من المؤرخين التصفين بأن معركة بواتيه ( بلاط الشهداء ) كانت
شراً على أوربا ، وأنها أوقفت الحضارة الجديدة الإسلامية من النمو والامتداد سبعة أو ثمانية قرون هكذا نظرت أوربا إلى الإسلام ، وقد وسعت هذه النظرة من بعد فحسبت أن سوريا ومصر وشمال أفريقيا كانت كلها تابعة للدولة الرومانية ، وأن الإسلام قد انتزعها من الغرب وأن من حق الغرب أن يستعيد هذه الأرض ويرد الإسلام إلى الجزيرة العربية. وفي خلال قرن ونصف قرن توالت الحملات الصليبية ) ثمان حملات من ٤٨٩ ٥ إلى ١٩٠٦م إلى ٦٤٤ه - ١٢٥٣م ) لم تتوقف ، وجاءت حملة لويس بعد هذا التاريخ بعشرين عاما على تونس وهى ما يطلق عليها للمؤرخون الحملة