کتاب کا متن

تصویری کتاب

بسم ابتد الرحمن الرحيم
( مقدمة )
لم يهن تاريخ أمةٍ من الأمم على أبنائها ، كما هان تاريخ اليمن على المثقفين
من أبنائه ، وهذه الظاهرة المشينة تبرُزُ بالنسبة لتاريخ اليمن القديم قبل الإسلام وبالنسبة لتاريخها بعد الإسلام .
وإذا كان تاريخ اليمين بعد الإسلام قد حظى من أبناء اليمن بشيء من التسجيل على الطريقة القديمة ، فإن الأمر يختلف تماماً حينما نتحدث عن تاريخ اليمن القديم، إذ أننا حينما نغض النظر عن النزر اليسير الذي أضطلع به المؤرخون اليمانيون قديماً بالكتابة العشوائية ، تحت ظروف غير مناسبة ، حينما نغض النظر عن هذا القليل ، نجد أن تاريخ اليمين القديم قد أهمل بعد ذلك إهمالا كاملا
إن المكتبة العربية خالية تماماً من مؤلف منهجي حديث ، في تاريخ اليمن القديم ، اضطلع به بحثاً وتنقيباً ثم تنسيقاً وتأليفاً واحد من أبناء اليمين المثقفين ، وكم تكون خيبة الأمل عظيمة عند الباحث الحديث ، حينما يجهد جهده بحثاً عن مثل هذا الكتاب ، ثم ينكشف له فى النهاية أن رفوف المكتبة العربية
و خزائنها خالية عما يبحث عنه
إن هذه الظاهرة يجب أن تفزعنا بشدّة لأنها قد تكون طبيعية بالنسبة الشعب حديث التكون والنشأة ، ولكنها ليست كذلك أبداً بالنسبة لشعب قديم الحضارة ، عريق الأمجاد ، حتى ليعتبر عند الكثير من المؤرخين والمفكرين مهداً للحضارة الإنسانية ، وسَدَّا فاضت منه الموجات الحضارية إلى العالم القديم في شماله وشماله الغربي .