الشعر والمجتمع في المملكة العربية السعودية

مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله الذي أنار قلوبنا وعقولنا بنور الإيمان ، ونسأله أن يثبت هذ المجتمع بالقول الثابت - وأن يديم وحدته ، ويجمع كلمته ، ويرسخ دعائمه ، وأن يصد عنه عوادي الدهر ، وأن يرعى كيانه ، ويحميه من الإنزلاق ، ويُري مجتمعنا الحق حقاً فيرزقه إتباعه ، ويُريه الباطل باطلاً فيرزقه اجتنابه ، وأن يحمينـا مـن شـرور أنفسنا ، وتكالب أعدائنا
اللهم أرزق مجتمعنا وأفراده الخير ، وأن نكون مصدر خير للمسلمين والبشرية أجمع ، اللهم ألهم مجتمعنا وأفراده النية الحسنة ، والعمل الصالح ، والبناء
الفكري المستنير ، والتطور الحضاري المستقيم الذي يسير على نهج نبينا محمد
وبعد :
فإن دراستي للشعر الاجتماعي في المملكة العربية السعودية تنطوي علـى محاولة الكشف عن الفكر الاجتماعي مؤثراً ومتأثراً ؛ لأن الشاعر وثيق الصلة بالمجتمع من حوله ، فنفحات المجتمع والبيئة التي يعيش فيها هي التي تمده بمكونات التجربة الشعرية التي يصدر عنها الإبداع ، مما يدلنا على أن الشعر وليد المجتمع ، فهو يحمل جينات بيئته ، وخصائص مجتمعه ، كما يحمل الفرد صفات أسرته ، ولا ريب في تمثيل شعر شعراء بلادنا لمجتمعنا ذلك ما أشرت إليه في مقدمة الطبعة الأولى ، وقد التمست في الطبعة الثانية ، من هذا الإبداع معالم تشكيل ، وتكوين المجتمع السعودي ، وكشف الشعر عن شرائحه المتعددة ، ومظاهر الحياة ، الحضرية ، والقروية والبدوية ، وأضفت كثيراً من الدراسات على الموضوعات
القديمة ، وقد استنعت بنظريات الكتب الاجتماعية التي تحدثت عن بلادنا . وقد رأيت أن أحذف مبحث ( الغربة ( لكونه يمثل شخصيات منفردة ، فالمبحث أقرب إلى الذاتية منه إلى الاجتماعية .