الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - أبو يعلى - ت الشنقيطي - ط البخاري

(1)
بسم
المقدمة
الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد - فإن الله تعالى بعث رسوله الله بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى الحق والهدى والرشاد، وفتح بهديه أعيناً عمياً وآذانا صماً وقلوباً غلفاً . فكان منهجه في البلاغ والبيان كافياً في رد من تردى في عماية الغواية واتبع الظن وما تهوى الأنفس.
وتبعه على ذلك صحابته قادة الأنام ومعادن العلم وينابيع الحكمة . وسعوا بكل عزمهم إلى انتشال غيرهم من سوء ما هم فيه إلى حسنى ما هم عليه فكانوا آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر وهم أشداء على الكفار رحماء بينهم وأبانوا بحسن خلافتهم لرسول الله الله كيف يكون القيام بخطة الحسبة في المجالات
المختلفة.
وقد جمع العلماء من بعدهم أحكامها من أدلة الأحكام والآداب والسير وسطروا لذلك أبواباً في كتب الحديث والعقيدة وغيرها. ومنهم من أفردها بالتأليف والتبويب. وكان من طليعة هؤلاء الأئمة عالم زمانه القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن محمد بن خلف الفراء الحنبلي إذ ألف كتاباً سماه (الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ) ويشير إليه المترجمون له فيقولون اختصاراً (الأمر بالمعروف). بسط المؤلف القول في الإبانة عن الطريق القويم الذي ينبغي أن يسلكه الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. وقد ساقته إلي المقادير من طريق الصديق العزيز العزيز الدكتور عبدالله محمد سعد الحجيلي أحد زملائي في قسم القضاء والسياسة الشرعية بكلية الشريعة فأنا أزجي له الشكر وأدعو له بظهر
الغيب.
ولما تصفحت الكتاب اغتبطت به إذ ألفيته خليقاً بأن ينفض عنه غبار الزمن
وذلك لأمور: