الجوس في المنسوب إلى دوس_الزهراني_1

مرزوق بن هياس آل مرزوق الزهراني

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الجوس في المنسوب إلى دوس
المقدمة
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهن، وملء ما شاء ربي من بعد، أحمده وأشكره عدد خلقه، وزنة عرشه ومداد كلماته، ورضا نفسه، وهو القائل لملائكته : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ١ ، سبحانه من حكيم عليم أدال الأيام بين الناس، وجعل معيار التفاضل تقواه تعالى، فقال : يَيْأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْتَكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْتَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَابِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَنْقَنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ۲ ، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين، المخصوص بأشرف الأنساب وأكرم الأحساب، نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين له إلى يوم الدين، قرر العدل والمساواة بين الناس، فلم تبق ميزة للشعوب والقبائل إلا التعارف إذا استظلوا بقيم الكتاب والسنة، أما بعد :
فقد
روی
أبو هريرة قيل : يا رسول الله من أكرم الناس؟ ، قال: « أتقاهم » قالوا: ليس عن هذا نسألك ، قال : « فعن معادن العرب تسألوني؟، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام فقهوا ، ومن هنا نعلم يقينا أن الله ل حكم بأن أكرم الناس أتقاهم له تعالى، ولو كان المتقي من أقل الناس حسبا ونسبا، وأن من عصى الله وال انحطت درجة فضله ولو كان من نسل الأنبياء ، ألا تسمع ما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لبلال : « يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة » ٤ ، ويقول عمر الفاروق عنه في شأن بلال : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا" يعني بلالا
۱) من الآية (۳۰) من سورة البقرة.
۲) الآية (۱۳) من سورة الحجرات.
البخاري حديث (٣٣٥٣) مسلم حديث (٦٣١١).
٤) مسلم حيث (٦٤٧٨).
}