النبات العام_

مقدمة
يرجع تاريخ علم النبات إلى بداية ظهور الإنسان على وجه الأرض، فعندما ظهر الإنسان الأول إعتمد في غذائه على ما يقتنصه من حيوانات وعلى ما يجمعه من نباتات برية سبقت نشأته بملايين السننين ويمرور الزمن، ومن تجاربه وأخطائه تعرف الإنسان الأول على المفيد والضار من النباتات المغذى منها ،والسام، وأمكنه إنتقاء الطيب وترك الخبيث. في فترة مبكرة من نشأة الإنسان إمتهن الإنسان الزراعة، فإختار من النباتات البرية أفضل ما إستساغ فأكثر منها، من ذلك الفول والعدس والقمح والذرة والبصل والثوم وغيرها . وبمرور الزمن عرف الإنسان أن للنباتات فوائد أخرى غير الغذاء، فإكتشف منها ما يستخرج منها ألياف تصنع الباسا يقيه شر عوادى الطبيعة فزرع الكتان والتيل، كما عرف من النباتات ما تصلح أخشابه لبناء السكن وما يستخدم في العلاج.
كان لقدماء المصريين فضل كبير فى إكتشاف فوائد كثيرة للنباتات، فعرفوا القيمة الطبية لكثير منها، فقد كانت لنقوشاتهم على جدران المعابد والمقابر ولكتاباتهم على المسلات وأوراق البردى ووضعهم بعض الحبوب وأكاليل الزهور بجوار موتاهم الفضل في كشف الكثير من معارفهم النباتية (شكل ١/٠).
ساهم الأغريق في تقدم علم النبات، ويعتبر عهد أرسطو Aristotle ، ٣٨٤ - ٣٢٣ ق.م.، قمة العصر الذهبي لعلم النبات، فقد أنشأ أول حديقة نباتية، وكانت له نظرة علمية للأمور. فكان يرى أن أعمار النباتات ترتبط بنسب ما تحتويه أنسجتها من مياه، وعلل بذلك طول عمر الأشجار لقلة محتواها المائي، كما أن قصر عمر النباتات العشبية يرجع إلى إرتفاع محتواها المائي. ومن علماء النبات الإغريق الفيلسوف ثيوفراستس Theophrastis الذي عاش من ۳۷۱ إلى ۲۸٥ ق. م.، والذى قام بالمحاولة الأولى لتقسيم النباتات، حيث قسمها إلى أشجار وشجيرات وأعشاب . كذلك فإنه قد عرف الأجزاء النباتية، فميز الجذور والسيقان والأوراق طبقا لخصائص كل منها الفسيولوجية، كما أنه قد وضع كتابا وصف فيه نحو خمسمائة نوع من النباتات معظمها من النباتات الطبية من علماء الإغريق كان ديوسكوريدس Dioscorids الذي ألف كتابه المواد الطبية Materia medica سنة ٣٧م فوصف حوالي أربعمائة نبات طبي، وقد شملت كتابته الكثير من الوصفات التي اكتشفها
قدماء المصريين.