الموهبة لا تكفي أبدا - ماكسويل

جون سى ماكسويل

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

متى تكون الموهبة وحدها كافية؟
الموهبة غالباً ما يبالغ الناس في تقديرها، وكثيراً ما يسيئون فهمها. وقد علق الشاعر والكاتب المسرحي الفرنسي إدوارد بايليرون على ذلك قائلاً: "حقق النجاح، وسيكون هناك دائماً حمقى يقولون إن لديك الموهبة. فعندما يحقق الناس أشياء عظيمة، غالباً ما يفسر الآخرون إنجازاتهم بأن ينسبوا كل شيء إلى الموهبة ببساطة. ولكن تلك طريقة خاطئة ومضللة للنظر إلى النجاح. فلو أن الموهبة تكفي وحدها، فلماذا
إذن نعرف أنا وأنت أشخاصاً موهوبين للغاية، وليسوا على درجة كبيرة من النجاح؟ إن لدى كثير من القادة الأمريكيين في مجال التجارة والأعمال هوساً بالموهبة. البعض يعتقد أنها الحل لكل مشكلة. ويشير مالكولم جلادويل، مؤلف كتابي The Tipping Point و Blink إلى أن الكثير من الشركات والخبراء يضعون العثور على الموهوبين قبل كل شيء آخر. ويقول: إن هذه العقلية التي تركز على الموهبة هي التوجه الجديد في الإدارة الأمريكية". وهناك شركات معينة توظف عشرات من الحاصلين على الماجستير في إدارة الأعمال من أعرق الجامعات، وترقيهم بسرعة، وتكافئهم بسخاء، بدون أن تقيم أداءهم بدقة أبداً . وأكبر مثال يقدمه على ذلك شركة إنرون Enron، التي اشتهرت بتركيزها على الموهبة في المقام الأول. على سبيل المثال، انتقلت ليندا كليمونز ، التي بدأت أحد مجالات عمل هذه الشركة، من مساعدة إلى مديرة إلى رئيسة لوحدتها في مدة سبعة أعوام فقط ويتساءل جلادويل: "كيف تقيم أداء شخص ما في نظام لا أحد فيه قد قضى في العمل مدة طويلة بما يكفي لإجراء مثل هذا التقييم؟".
إن الموهبة وحدها لا تكفي أبداً. وقد قال بيتر دراكر، مؤسس الإدارة الحديثة: "يبدو أن هناك ارتباطاً ضعيفاً بين فعالية المرء وذكائه أو خياله أو معرفته... نعم، الذكاء والخيال والمعرفة مصادر أساسية، ولكن الفعالية وحدها تحولها إلى نتائج. فهذه المصادر بمفردها تفرض حدوداً وقيوداً على ما يمكن احتواؤه". ولو كانت الموهبة
1