عنوان المجد في تاريخ نجد - بن بشر 01-02

عثمان بن عبدالله ابن بشر

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه . الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله على رغم من عاداه . الذي جعل لهذه الأمة من يجدد لها دينها ويحيي سنن نبيها فينفذ الحق ويرعاه . ويحلى عن دينه درن الشك والبدع المضلة ويحماه . ويقرر لها التوحيد وكلمة لا إله إلا الله . فهو أول ما يدعوا اليه الأنبياء أنهم ولا تدعو إلى شيء قبله سواه . ولأجله أنزل الله تعالى ( اقتلوا المشركين ) ( وجاهدوا في سبيل ) . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رب سواه . ولا نعبد إلا إياه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كمل به عقـــــــد النبوه فلا نبي بعده ، وطوبى لمن والاه ، وتولاه . اللهم صلى عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، وكان هو اهم تبعاً لهواه .
W
لنا
و بعد ، فالنفوس لم تزل تتشوق لأخبار الماضين. وتتشوف لأحوال الولاة المتقدمين والمتأخرين . ولم يزل أهل العلم في كل زمان يؤرخون وقائع الملوك ر أخبارهم. ويبحثون عن حوادث أيامهم واعصارهم . قال ابن الجوزى : قال الشعبي : لما أهبط الله آدم من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم ، وكان ذلك التاريخ حتى بعث الله نوحا عليه السلام ، فأرخوا من مبعث نوح ، حتى كان الغرق ، وكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم عليه السلام . فلما كثر ولد اسماعيل افترقوا . فأرخ بنو اسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف عليه السلام ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك سلمان ، ومن ملك سلمان ، إلى مبعث عيسى ، ومن مبعث عيسى إلى مبعث رسول لله وأرخ بنو اسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت ، ومن بناء البيت تفرقت (۱) معدة. وكانت للعرب أيام وأعلام يعدون منها. ثم أرخو من موت كعب بن لؤى إلى عام الفيل . وكان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الهجرة . وإنما أرخ بعد سبع عشرة سنة من مهاجر رسول الله . وذلك : أن
(1) كذا بالأصل ولعله ( الى أن تفرقت )