المطرب في اشعار المغرب

عمر بن حسن ابن دحية

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
محمد
الحمد لله الذى شرفنا باللسان العربي ، وجعلنا من أمة سيد ولد آدم النبي الأمي ، الداعي إلى الطريق الواضح الجلي ، صلى الله عليه وعلى آله المتسمين من الفضل صهوة المنصب العلى ، ما ولى الأرض بعد وسم الوسمى سلطانُ الولى ) ، وتم بأسرار الرياض نسيم شذاها الذكي .
أما بعد . فإن مولانا سلطان العرب والعجم ، عن الملوك العصرية ؛ ومالك فضيلتي السيف والقلم ، وملك اليمن والسّام والديار المصرية ؛ أبا المعالى أبا المظفر
،
[ 4A]
محمدًا الكامل، الكامل الأوصاف ، لا برحت ببقائه المالك مهترة الأعطاف معترة الأطراف ؛ تقدّم إلى أمره / المطاع ، الواجب له على من الجهد غاية [ 4 ]
ما يُستطاع ؛ أنْ أجمع له ما اجتمع عندى من الأناشيد ، التي رويتها عن شعراء
الأندلس وسائر المغرب بأقرب الأسانيد ، فجمعت منها لخدمة مقامه العالى ما يؤكلُ بالضميرِ ويُشرب ، ويهتز عند سماعه ويطرب؛ في الغزل والنسيب، والوصف والتشبيب ؛ إلى غير ذلك من مستطرفات التشبيهات المستعذبة ، و مبتكرات بدائع بدائه الخواطر المستغربة ، ولمح سير ملوك المغرب وملح أخبار أدبائه ، ورقيق معاني كتابه وجَزل ألفاظ خطبائه
(۱) الوسمى : مطر الربيع الأول . والولى : المطر بعد المطر
(٤)