أقصى الأمل والسول في علم حديث الرسول - الخويي

محمد بن أحمد الخويي الشافعي شهاب الدين

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [سورة آل عمران الآية: ١٠٢] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [سورة النساء الآية: ١] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (۷۰) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [سورة الأحزاب الآيتان: ۷۰-۷۱]
أما بعد
فإن الله تبارك وتعالى أنزل كتابه الحكيم هداية ونوراً يضيء للناس سبل السعادة والسلام في دنياهم وآخرتهم، وجعله معجزة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم باقية إلى يوم الدين، ثم أعطاه السنة مفصلة للكتاب وشارحة له، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [سورة النحل الآية: ٤٤]، أي: فتفصّل لهم ما أجمل، وتبين لهم ما أشكل.
ولذلك قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله : كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن؛ قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ } [سورة النساء الآية: ١٠٥].٢
فصار الكتاب والسنة ركيزتا هذه الملة، حيث العقائد توجد فيهما، والأحكام تستنبط منهما، والاعتماد عند كل نازلةٍ وخلاف عليهما، كما قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ } [سورة النساء الآية ٥٩] :أي فردوه إلى كتابه، وإلى الرسول مدة حياته، وبعد مماته إلى سنته. فمن فجر الإسلام والمسلمون يهتمون بالوحيين اهتماماً فائقاً؛ لما مر من النصوص، وغيرها في القرآن الكريم، ولما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ في سنته بذلك، فقال: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آية . والمراد: بلغوا عني كل ما جئت به آية مثلاً أو حديثاً. ٢
۲
تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت٧٧٤هـ) تحقيق: أبو إسحاق الحويني – أ.د. حكمت بن بشير بن ياسين الدمام دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى ١٤٣٤ (٦٨٤/٤)
تفسير القرآن العظيم ٥/١
انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت٣١٠هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، القاهرة، دار هجر، الطبعة الأولى، ١٤٢٢ - ٢٠٠١ (١٧٥/٧)