قواعد التفسير جمعا ودراسة - السبت - ط ابن عفان 1-2

خالد بن عثمان السبت

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الله بعثه
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة المنهجية
الحمد لله الذي أنزل الكتاب قيماً ليكون للناس بشيراً ونذيراً، وصلى الله على من ليبين للناس ما نُزِّل إليهم وسراجاً منيراً. وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، ما تعاقب الليل والنهار، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن أفضل ما اشتغل به المشتغلون من العلوم، وأفنيت فيه الأعمار، وكد فيه أصحاب القرائح والحِجَى عقولهم هو كتاب الله تعالى، إذ فيه العلم الذي تعقد عليه الخناصر، وتفنى في تدوينه الأقلام والمحابر، ولا يرتوي واردوه.
والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية الله في استدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يُدرك خير إلا بعونه.
فإن من أدرك عِلْمَ الكتابه نصاً واستدلالاً ، ووفقه الله للقول والعمل بمـا علـم منـه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب، ونَوَّرت في قلبه الحكمة، واستوحب في الدين موضع الإمامة"(۱).
ولما كان الأمر بهذه المثابة انكب العلماء على كتاب الله تعالى قراءة، وتدبراً،
وتفسيراً، واستنباطاً؛ وكثرت تواليفهم المتعلقة بعلومه حتى فاقت الحصر. هذا ولقد تناثر في قعر ذلك البحر الزاخر من المصنفات أنواع من الدر، (٢) التي
(۱) الرسالة: ص ۱۹.
(۲) جمع دُرَّة، وهي اللؤلوة العظيمة الكبيرة. المصباح المنير (مادة: درر): ۷۳.
1