_
نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 1531 | |||
2 | 1531p |
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 1531 | |||
2 | 1531p |
الكتاب المُصوّر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيد السادات، وصفوة المخلوقات، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (إنا نحن نزَّلْنَا الذِّكْر وإنا له لحافظون). وإن من حفظ الله تعالى لكتابه : حفظ سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام المبينة للكتاب، والمفسِّرة له، إذ لا يتم فهمنا له وعملنا به إلا بالرجوع إلى هذا البيان: (وأنزلنا إليك الذِّكْرَ لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ) .
وإلى هذا المعنى الواضح يُشير ما نقله الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى في «فتح المغيث» ١: ٢٤١ أنه قيل للإمام عبد الله بن المبارك رضي الله عنه : «هذه الأحاديث المصنوعة ؟! فقال : تعيش لها الجهابذة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). انتهى».
والجهبذ الناقد الخبير فهو يقول للسائل المتعجب المتضجّر من كثرة الموضوعات وذيوعها : إن الله يقيض جهابذةً نَقَدَة، يكشفون عن زيفها ودخيلتها، لأن ذلك من تمام حفظ الله تعالى لكتابه العظيم، أما سمعت قول الله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . فتأصيل الأصيل، وتزييف الدخيل: من حفظ الله لسنة نبيه، وحفظ سنة نبيه : حفظ لكتابه .
وهذا فهم واستنباط لهذا المعنى من هذه الآية الكريمة : دقيق وقوي .
وهذا الحفظ ـ للكتاب والسنة - يستلزم أموراً، منها: حفظ الطرق التي وصل الكتاب والسنة إلينا بها. وحفظ هذه الطرق يكون : بنقلها وتدوينها ويكون بدراستها والنظر في رواتها ولولا ذلك لما عرف دخيل
من أصيل. ولذلك قام أسلافنا بهذا الواجب الشرعي عليهم نحو الكتاب والسنة، وتدرجوا فيه حسب متطلبات الحاجة. وكان أول من فتح لهم هذا الباب هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
:
فقد جاءت عنه قواعد كلية ومواقف جزئية .
فمن القواعد الكلية :
-
1
ما حكاه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ٦:١ قال : وقد ذُكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزل الناس منازلهم . وروى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ۲ : ۲۸ و ۳۱ مرسلاً عن محمد بن كعب القرظي، وعن
-
وانظر تخريجه في التعليقة الأولى على مقدمة المصنف، فإنه فهم منه هذا المعنى فاستهل به كتابه.