مختار الحكم ومحاسن الكلم

المبشر بن فاتك أبو الوفاء

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم (1)
الحمد لله الذي جعلنا من الموحدين ، وعَدَل بنا عن سبيل الجاحدين ، وكشف لأبصارنا عن البينات والبراهين ؛ الذي علا ودنا ، وخلق الأرض
(۲)
والسماء وما بينهما وما تحت الثرى »؛ وتفرد بالوحدانية الحقيقية ، ، وتعزز بالصمدانية والجبروتية ، المذكور بكل لسان ، المعبود في كل مكان ؛ الذي لا تحده الألسنة ، ولا تحصره الأزمنة ، ولا تحويه الأمكنة ؛ ذى الحجج البوالغ ، والنعم السوابغ ، المحمود على جميع الحالات ، المأمول عند الملمات ، المنتجار به من البليات ، مُسَخّر الكواكب في الأفلاك ، ومُعمر السموات بما خلق من الأملاك (۳) ، ومُيسر أنفس المطيعين للسعى في الفكاك ، ومعطى المعتصمين علماً وثقة بالإدراك . وصلى الله الخلائق ، والأمين على المختار من الكاشف لغيوب الحقائق ، محمد الهادى إلى أحمد المذاهب والطرائق ، وعلى آله
بروج
الطيبين الطاهرين ، البررة المرضيين ؛ وسلم تسليماً
أما
! فإني لما سمعت قول(4) بعد
النبي – - صلى الله عليه وسلم - : ما أنفق
(۱) وصلى . وسلم : ناقصة في ح .
(۲) سورة طه ، آية : .
(۳) جمع ملك ، أي الملائكة
(٤) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان » وأبو نعيم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمرو به مرفوعاً ، في رواية أخرى هكذا : ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة